فرضت ألوان مشهدنا الكروي نفسها على شارعنا الرياضي بكل مشاربه، وباتت العقوبات التي أصدرتها لجنة التحقيق الأولى وما تلاها من تشكيل لجنة تحقيق عليا وما تسرب من أخبارها وخياراتها مادة دسمة وأساسية لأحاديث الناس.. في البيوت والأندية والمقاهي.. حتى أن فوز بطلنا حميد منصور ببطولة العالم للشباب برمي القرص مرّ مرور الكرام..؟
أليس هذا يعكس ذاك العشق المجنون لكرتنا.. التي يصح أن نقول إنها ليلى كل واحد منّا.
لكن للأسف لا نغني هنا لهذه الليلى تلك الأغنية التي تستحقها.. فكل يغني على ليلاه..؟
في السابقات من »الرياضية«، كلٌ منا كتب وجهة نظره، وكل منا تناول المشهد الحالي وفق المعطيات التي يملكها والتي وصلت من مصادر مختلفة، وآخر ما حرر تلك التصريحات التي تناولتها العديد من المواقع الإلكترونية والصادرة عن لجنتي التحقيق.. وأبرزها حديث الأستاذ فراس معلا رئيس لجنة التحقيق العليا لقناة (MBC) والذي أشار فيه إلى أن الاتجاه السائد في اللجنة هو معاقبة المسيئين من الأفراد »لاعبين ومدربين وإداريين وغيرهم« وعدم معاقبة المؤسسات أي الأندية..
وما قاله الأستاذ معلا يتناقض مع توجهات وعقوبات اتحاد الكرة، وهذا يعني »لاسمح الله« وصول الطرفين، لجنة التحقيق العليا واتحاد الكرة إلى طريق مسدود، في حال تمسك كل منهما بما يراه مناسباً وعادلاً.. والإشكالية هنا أن الكثيرين يرون أن كل منهما على حق..
والغالبية من المتابعين والمراقبين يتفقون على أن عقوبة إلغاء اعتماد ناديي جبلة والنواعير أشبه بعملية إعدام للعبة، فإن أخطأ الابن يعاقب لكن لاتزج أسرته كاملة في السجن.. وياريت اقتصر الأمر هنا على الأسرة فحسب.. بل امتد لجميع الأقارب من أولاد خالة وعم.. وبقية الأصحاب والجيران..
والإشكالية الأكبر، مارواه بعض الذين حُقّق معهم من قبل اللجنتين، فما إن خرجوا من المزرعة والبرامكة حتى طارت الكلمات من أفواههم ووصلت للجميع على الرغم من سرية الأمر، ومعظمهم أشار إلى أن عملية إسقاط بعض الكوادر باتت وشيكة؟
وهذا يشير بطريقة أو بأخرى إلى أن البعض »ونقصد هنا بعض الكوادر التي تم التحقيق معها« وجدت نفسها أمام فرصة ذهبية للانتقام من هذا أو ذاك وصب جام غضبها على عدد من الشخصيات ولغايات شخصية وهذا لايعني »من وجهة نظري« أن جميعهم »هذه الشخصيات« منزّهون عن الخطأ وبعيدون عن أجواء الفساد.. ففي هذا الزمن »مافي حدا قليل«؟
ولعل اجتماع المسؤولين عن لجنتي التحقيق والحوار المباشر بعيداً عن القنوات الفضائية وأثير الإذاعات وأوراق الصحف من شأنه أن يقرب المسافات بين الطرفين والوصول إلى الصيغة التي يبحث عنها وينتظرها الجميع وإلا فسيبقى كل منا ومنهم يغني على ليلاه؟